من أنت بعد خمس سنوات ؟




..   هذا ليس سؤال مقابلة، بل سؤالٌ يجب أن تطرحه على طموحك وحلمك، سؤالٌ لابد أن تملك إجابته لنفسك
فإن وجدت جوابه فأنت ذو همة عالية، وأملٍ كافٍ لتجاوز كل العقبات التي قد تعترضك، والأهم من ذلك كله، إن وجود جوابٍ لك على هذا السؤال يعكس قوة إيمانك وحسن ظنك بالله رب العالمين، ولو لم تصل لهذا الحُلم، إلا أننا بإمكاننا أن نجد القوة في عينيك طوال سنين حياتك، وهكذا ينبغي أن تحيا بهذه الهمة وهذا الفأل

     ماذا عن! أولئك العلماء والفلاسفة الذين أنهضوا الحضارات، وليس الحضارات المجتمعية فحسب بل وحتى أقاموا حضارة العقول، إنهم لم يترددوا يومًا عن النداء نحو النور، وقد أصمدهم الله وثبتهم لإيمانٍ وقر في النفس رفعهم الله بها منزلةً بلغتهم مرادهم وحققت أحلامهم

     تخيل! ماذا لو قعد النبي صلى الله عليهم وسلم من أول ردة فعلٍ لمجتمعه لما دعاهم إلى الله عز وجل؟ فلمَ أنت تتراجع عن ما طمحت له؟، لما تتقاعس عن همتك!، فإن الذي يريد الرقي و النمو و الإزدهار، يُقدم نفسه و يغامرها،  و لا يكل و لا يمل و يعزم و يطمح و ينوي و ينجز ما نوی، لا يأخذ العثرات على محمل علامات التخلي، ولا يعين نفيه على الكسل والتسويف، فإذا عزم توكل علی الحي الذي لا يموت الذي يحي من الصخر حياةً تنعم بالأمل، أيعجزه أن يحيي حلمك! حاشا لله ما ظننا به إلا خيرًا

:قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
."لا تصغرنّ همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته"

     فكونوا ذو هممٍ ترفعوا بها أمتكم، اطمحوا واحلموا واسعوا، وكونوا جادين وأنتم تفكرون في جواب هذا السؤال، لا تتحدثوا عن مواردكم الحالية بل إمكانياتكم الحالية وإلى أي مدى يمكنكم تطويرها، فالقدرات يمكن تطويرها وهي في ذاتك وعقلك، واجعل لنفسك بُعد نظر متزن ومفعم بالفأل، أما حالتك المادية والمالية فالله متكفل بتغييرها وتحسينها، فاصنع الفرق بفكرك، وانهض به أولاً لتنهض بك الأمم